مجلة الأزمنة الحديثة منذ 2008
الأزمنة الحديثة (مجلة فلسفية تعنى بشؤون
الفكر والثقافة)، مديرها المسؤول إسماعيل العلوي، ورئيس تحريرها عبد الله البلغيتي
العلوي، صدر عددها الأول في شهر أبريل 2008 وتطرق إلى ملفين، الأول عن قضايا
التنوع الثقافي والمواطنة المشتركة، والثاني عن اليوم العالمي للفلسفة الذي خصص
موضوعه 2008 للنساء الفيلسوفات وأعمالهن؛ كما تضمن رجوعا عبر الترجمة إلى ما
الأنوار؟ من خلال كانط مؤسس السؤال، وفوكو الذي رجع إليه، وتودوروف الذي ذكر به.
حاولت المجلة أن تشتغل على ما اعتبرته في
تشخيصها: "التوتر" و"المفارقة" و"الانفصام" بين
الممارسة والنظرية، وبين الوعي والفعل. لهذا شهدت المجلة على نفسها بالقول: "تهدف
الأزمنة الحديثة إلى المساهمة في الانفتاح على مكتسبات الفكر الحديث والمعاصر
والمزاوجة بين السؤال الفلسفي-النظري والسؤال التاريخي-الاجتماعي، على اعتبار أن
ذلك السعي يتوخى الإحاطة براهننا الحاضر عبر الوقوف على محدداته الأساسية، وشروط
تجاوز العوائق الثقافية والفكرية والاجتماعية التي تحول دون الانخراط الفعلي في
الزمان الحاضر والإسهام في إغناء الحضارة الإنسانية، عبر تأصيل الإبداع وتنسيب
التراث" (من كلمة التحرير، العدد الافتتاحي، ص:6).
هذا الاختيار كرسته مجلة الأزمنة الحديثة في
عددها الثاني (مارس 2010)، – أي بعد سنتين عن العدد الأول ودون أي توضيح للقراء
حول أسباب هذا التأخر- حين عالجت قضايا العقيدة (في الواقع الدين) والعنف، معتمدة
السند الفلسفي والأنثروبولوجي وتاريخ الأديان المقارن. كما أنها رجعت إلى سؤال
الأنوار مرة ثانية في عددها الثاني لاستعجاليته واستمراريته. ولم يخرج الإصدار المزدوج (العددان: الثالث
والرابع/غشت 2011) عن الخط التحريري الذي ازداد وضوحا وقوة بالوقوف المتأمل عند
التراث وسؤال الحداثة عند كل من محمد عابد الجابري ومحمد أركون، كل من موقعه ورصيد
مكتسباته على مستوى النظرية والمنهج. كما أن مادة العدد المزدوج ازدادت غنى بطرحها
لقضايا فلسفة التربية والسياسات التربوية وعلاقة الأنوار بالحداثة. مع انفتاح على
التحديات التي تطرحها "الثورات العربية" على الفلسفة من منظور حسن حنفي.. كما حمل العدد المزدوج جديدا على مستوى التصور
(وإن كانت ملامحه بارزة منذ العدد الثاني من خلال نشر أرضية ملف "فلسفة
التربية والسياسات التعليمية" باللغتين العربية والفرنسية) ألا وهو إضافة قسم
باللغة الفرنسية. وهي مناسبة لتغذية الازدواجية وللحفاظ على نوع من التقابل
والحوار بين الكتابة والتفكير باللغتين العربية والفرنسية؛ كما سمح هذا الاختيار
باستضافة أقلام لا تكتب بالعربية...
وفي عددها الخامس صيف 2012، ركزت الأزمنة
الحديثة على أسئلة الحرية ورهاناتها مقاربة إياها من منظورات متقاطعة ومتكاملة
ولكن مختلفة (فلسفية، لسنية، سوسيولوجية، أدبية ودينية). ورجعت بشكل منتظم لسؤال
الأنوار مرة أخرى لتعالجه في علاقة بالحداثة معتمدة مدخل علاقة الإنسان بالمقدس
والدنيوي، والمدخل السياسي، ومدخل تتبع الإنتاج العربي حول التنوير. أما القسم
الفرنسي فتضمن دراسات قيمة حول الحرية من منظور فلسفي، وكذا الحداثة والتراجيديا
في فكر لوكاتش. كما تم تخصيص ملف لتكريم ذكرى عبد الكبير الخطيبي حمل عنوان "صورة
الذات في رؤية الآخر" تضمن مواد مهمة تعكس مكانة الفقيد في عالم الأدب والفن
والفكر عموما.
مقتطف من مقال محمد زرنين "الأزمنة الحديثة والنهضة: مجلتان
جديدتان تعززان الحقل الفكري المغربي"، مجلة رباط الكتب، 23 مارس 2013.
الرابط
أسفله يحيل على الأعداد السبعة المتوفرة رقميا للتصفح المباشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق